• عزيزي المجادل: لتكن هذه رسالتي إليك!
• الجدل .
• في زمنِ الانتقائيةِ المعيارية عند أربابِ ٱلتَّجديد ؛ وجدنَا مَن يحاسبُ ٱللّٰهَ على صياغةِ نصوصِ الوحيّ ، لماذا ذكرَ ٱللّٰهُ هنا نساءً ، وذكرَ هنا رجالًا ، ولماذا هَنا كذا وهناك كذا أخرىٰ ، وفيضٌ من ٱلـ [ لماذا ] يا عزيزي كالطوفان !!
• لكَ الحقُّ أن تطلب العلمَ ؛ لا حرج ، لك الحقُّ أنْ تطلب الوعي ، والإدراك ، والتَّدبُر ، لكَ الحقُّ في استيضاحِ الحقِّ ، ورفعِ ٱللبسِ ، والبحثِ عن الراجح والمرجُوح ، عن المُحكَمِ وٱلمُتشابِه ، ودفعِ ما يتعلقُ بهُ ٱلمُبطِلُون ؛ حتىٰ الجدل ليس كلّه مذموم ، بل إنَّ كلَّ جدلٍ أيَّدَ الحقَّ محمودٌ ومطلوبٌ ؛ إنْ أفضىٰ إليهِ بنيةٍ خالصةٍ ، وطريقٍ صحيحٍ ؛ قالَ ربُّنا في كتابِه العزيز : [ ٱدعُ إلىٰ سبيلِ ربِّكَ بٱلحكْمَةِ وَٱلمَوعِظَةِ ٱلحَسنَةِ وجــٰـدلْهُمـ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ... ] .
• بل جاءت آياتُ ٱللّٰهِ تُهذّب نفوسَنا حتىٰ مع غيرِ المسلمين ؛ قالَ ربُّنا : [ وَلَا تُجــٰـدِلوٓٱ أهْلَ ٱلكِتــٰـبِ إلَّا بٱلَّتِى هِىَ أحْسَنُ .. ] .
• وأمّا الجدل المَذْمُوم ؛ فهُوَ كلُّ جدلٍ ظَاهَرَ ٱلبَاطِلَ أو أفضَىٰ إليهِ ؛ يقولُ ٱلعليُّ ﷻ : [ ويُجـٰـدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٱ بِٱلبَـٰـطِلِ لِيُدْحِضُوٱ بِهِ ٱلحَقَّ ] ؛ فكان ذمٌ للجدال لنصرةِ البَاطل ؛ ورأينا بيننا مَن يفعلُ ذلك بالشغبِ والتّمويه ؛ وهُم أهلُ القسمِ الأول من الجدلِ المَذمُوم .
• وأما أهل القسمِ ٱلثاني ؛ فجاءَ عنهم ما قالَه ربُّنا ﷻ كذلك : [ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَــٰـدِلُ فِى ٱللّٰهِ بغيرِ علمٍـ ] ؛ ورأينا بيننا مَن ينكر أحاديثًا ، ويردُ أقوالًا ، ويطعنُ في الأئمة بغير علمٍ ولا بينة ؛ يظنُ أمثالُ هؤلاء أنّ قولَهم [ وٱللّٰهُ أعلمُ ] عقب ما كان من سخفِهم تشفعُ أو تنفع !!
• يا عزيزي حرّر موضعَك ، وتعلَّم طريقةَ الاستدلَالِ ٱلصحيح ؛ فإن أردتَ حقًا ؛ فاطلبْهُ مِن أهلِه ؛ لا من الصفحاتِ المشبوهة ، وجروبَاتِ ٱلنصَـ ـارىٰ وٱلملحـ ـدين.
• يا عزيزي ؛ لم يأتوا ، ولن يأتوا بجديدٍ ، ورحمَ ٱللّٰهُ علماءَ ٱلأمةِ الذين كانوا إذا حدّثوا صدقُوا ، وإذا روّوا حققوا وأسنَدُوا ، وإذا دوّنوا تحرّوا وتثبَتُوا .
• يا عزيزي ؛ لا تظن أنكَ ستستطيع أنْ تسبح وسط الأمواجِ وأنتَ لا تتقن ؛ ولا تظن نفسَكَ أقوىٰ من رياحِ الفتنِ ؛ فإما أنْ تُحصّنَ نفسَك بالعلمِ أو تكتفي بما يُقيمُ لكَ حياتَك ؛ وتنجو بنفسِك .
• وإيّاكَ أنْ يستدرجكَ ٱلشيطانُ ؛ فيوهمكَ أنّك ستفتح أسوارَ عكا ويدخلُ ٱلنَّاس علىٰ يديكَ في دينِ ٱللّهِ أفواجًا ، وأنت أصلًا لا يمكنك التصدِّي لسهامِهم .
• ٱللَّهُمَّ وقدْ بلغتُ، فاشهدْ يا ربِي اشهد.
• واحفظوها عني..عسىٰ ٱلقُلوب بِهَا تُبْصِر.
ما هو رد فعلك؟