الإسلام للمبتدئين| الجزء الأول | 7- صفات "القدم والبقاء والمخالفة للحوادث والقيام بالنفس" الواجبة لله تعالى

سلسلة تعريفية بالإسلام من خلال عدة مقالات يصحبها مقاطع مصورة، نتناول هنا توضيحا لمفهوم صفات القدم والبقاء والمخالفة للحوادث

أغسطس 8, 2021 - 10:47
أغسطس 10, 2021 - 13:40
 6

تناولنا بالحديث -فيما مضى- التعريف بأقسام الصفات الإلهية، ثم تناولنا الحديث عن صفة الوحدانية، وقد سبق لنا الكلام في البدايات عن صفة الوجود.

هنا نتحدث عن بقية الصفات السلبية -وقد بينا سابقا أن الصفة السلبية هي التي تنفي ضدها عن الموصوف- وهي القدم والبقاء والمخالفة للحوادث.

القِدَمُ نعني به أن الله لا أولية لوجوده، فالزمان والمكان لهما بداية، ولذا فالخالق لا يمكن أن يكون محدودا بشيء من مخلوقاته، لا يمكن أن يخضع للزمان والمكان لأنهما موجودان بعد الخالق لا قبله.

الخالق لا أول له، لأنه لو كانت له بداية فمعنى ذلك أنه مسبوق بالعدم قبله، وهذه المسبوقية بالعدم تدل على أن الخالق قد احتاج في وجوده لموجِد، فيصبح هذا الخالق مخلوقا ويصبح هذا الإله عاجزا..كما أن الخالق لا يحلقه تغيير..لأن التغيير يناقض القِدَمَ، فالتغيير شيء يحتاج إلى مغير، والله منزه عن الاحتياج، لأنه عجز، فلا يمكن أن يكون القديم موصوفا بشيء من صفات الحوادث، وقد بينا قبل ذلك أن الحوادِثَ هي المخلوقات، وسميت بذلك لأنها قد حدثت بعد أن لم تكون موجودة.

البقاء نعني به أن الخالق لا آخِرِيَّةَ لوجوده، فليست له نهاية، لأن الذي يقبل الانعدام والنهاية لا يمكن أن يكون إلها، فالذي لا يملك أن يبقى موجودا هو عاجز، وهذا العاجز لا يصلح أن يكون إلها.

 وقد دلل لنا القرآن على ذلك فقال الله تعال: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن"

وكان من قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه : "اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ"

المخالفة للحوادث نعني بها أن الله لا يشبه شيئا من المخلوقات، فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك، وقد تكلمنا عن هذه القضية وضربنا لها أمثلة فمثلا حين نسمع في بعض النصوص نسبة الفرح أو الغضب لله فإننا نقول إن الله يغضب ويرضى لا كما يغضب الشر ويرضون، ونقول إن الرحمن على العرش استوى لا كاستواء المخلوقين، ونقول إن الله يسمع ويبصر ويعلم ويقدر ويريد لا كما يتصف البشر وبقية المخلوقات.

كل ما يتصف به البشر لا يتصف به خالق البشر، فالحقائق مختلفة بين الخالق والمخلوق، حقيقة ذات الله ليست كحقيقة ذوات المخلوقات، وكذلك حقائق الصفات الإلهية ليست كحقائق الصفات البشرية.

نقول الله موجود وأنا موجود، والله كريم وأنت كريم، والله رؤوف وفلان رؤوف، لكن الوجود والكرم والرأفة في حق الله ليست كالوجود والكرم والرأفة في حقنا.

الله ليس جسداً ولا يُمكِنُ أن يتجسَّدَ؛ هذا الاعتقاد كُفْرٌ يتنزَّه الله عنه، لكون الأجسادِ مخلوقةً ويستحيل أن يكون الإله خالقاً ومخلوقاً في نفسِ الوقتِ.

لو كان الله يشبهنا لجاز عليه  ما يجوز علينا من التغيِّر والاحتياج، والتغير والاحتياج هما أمران مُحَالان على الله، لأن التغير يحتاج إلى عامل خارجي يقوم بإحداثه، والاحتياج دالٌّ على على العجز والضعف، ومن كان محتاجا لشيء يغيره أو كان عاجزا ضعيفا فإنه لا يصلح أن يكون إلها.

القيام بالنفس صفة نعني بها أن الله مُسْتَغْنٍ عن كل شيء ولا يحتاج لشيءٍ أبداً؛  ليس محتاجا لذات أخرى ليَحِلَّ فيها، و ليس محتاجا لشيء يوجده من العدم.

والدليل على هذه الصفة من القرآن قوله تعالى: "والله الغني وأنتم الفقراء" فالغنى بالنسبة لله يستلزم عدم احتياجه لشيء أبدا، لأن المحتاج لشيء لا يكون مستغنيا.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow

دكتور/ عبدالله رشدى باحث في شؤون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، والمتحدث الإعلامي السابق باسم وزارة الأوقاف.