محاكمة نوال السعداوي
هل يمكننا الترحم على نوال السعداوي!؟
قد بينا من قبل وسردنا عددا من أفكار الكاتبة الراحلة الدكتورة نوال السعداوي، وقد بقيت لنا عدة نقاط نود توضيحها كما يلي:
أولا/ لا يشك عاقل أن هذه الأفكار التي طرحتها نوال السعداوي هي أفكار فاسدة تناقض المعلوم من الدين بالضرورة ولا يقرها الإسلام وليست مقبولة بل هي نسف للثوابت الدينية-كما قالت هي بنفسها- ولا يشك عاقل أن هذه الأفكار هي أفكار "كفرية" فالمطالبة بتغيير القرآن كفر ما بعده كفر، إلا أنه لما كانت الشريعة حريصة عند تكفير المعين فإننا عملا بهذه الأصول الشرعية لا نتكلم في تكفيرها، نحن فقط نتكلم عن أفكارها، أما شخصها فلا نتجاسر على الحكم بتكفيره بل نكل ذلك للقضاء.
ثانيا/ لا نستطيع ولا يجوز الحكم على نوال السعداوي بأنها ماتت على غير الإسلام أو أنها في النار، لأنه يحتمل أن تكون قد تابت في لحظاتها الأخيرة، فنحن ننقد الفكر دون الجزم عليها بشيء، والجزم عليها بشيء أراه مخالفا لقواعد الشريعة.
ثالثا/ قرأت منشورا على شبكة التواصل الاجتماعي لشخص يزعم أنه كان بها لصيقا قبيل وفاتها وأنها تابت ونطقت الشهادتين وتراجعت عن كل ذلك، ومع أنها لم تصرح بذلك علانية كتصريحها بالأفكار الفاسدة سابقا، إلا أنني والله لأرجو الله أن يكون هذا الخبر صحيحا، وإني لأرجو الله إن كانت قد تابت أن يتقبل الله توبتها، ولعل الله أراد لها أن تلقاه على الخير فألهمها التوبة قبل وفاتها، فإننا نفرح بتوبة الناس ورجوعهم إلى الله، فإن كان الخبر صحيحا فإننا نحمد الله عليه ونشكره أنه استنقذها سبحانه وتعالى من براثن الضلال لرحابة الهدى والإيمان.
رابعا/ قضية الترحم عليها هي قضية شخصية بحتة، يعني اختيار شخصي، فمن ترجح لديه أنها ماتت على تلك العقائد الكاسدة فإنه غالبا سيتوقف عن الترحم عليها،لأنها بالنسبة له صاحبة فكر مخادع ضلل الناس وأفسد عليهم عقائدهم، بينما من ترجح له توبتها فإنها سيترحم عليها ويرجو الله لها القبول، إذ يتوب الله على من تاب، وإنني لأرجو الله أن تكون قد تابت وأنابت.
خامسا/ بغض النظر عن صحة خبر توبتها من عدمه فإنه يبقى المجال للرد على تلك الأفكار مفتوحا وسنظل نؤكد على فساد هذه الأفكار وردها، إذ نحن نتعامل مع فكر ضال بقطع النظر عن صاحبه هل تاب أم لا وهل هو حي أم لا.
ما هو رد فعلك؟