الإسلام للمبتدئين|الجزء الأول|4-صفات الأنبياء

سلسلة تعريفية بالإسلام من خلال عدة مقالات يصحبها مقاطع مصورة..نتناول هنا قضية الصفات التي يجب أن يتصف بها الأنبياء.

يوليو 19, 2021 - 03:06
يوليو 23, 2021 - 16:59
 2

علمنا فيما مضى أن الله موجود وان العقل إن نظر في الكون فإنه سيرى ان وجود فكرة النبوة هوشيء من اللطف الإلهي بالبشر‘ ثم علمنا أن هؤلاء الأنبياء لابد لنا من أمارات نتعرف بها عليهم، هذه الأمارات تسمى بالمعجزات، ثم عللمنا ما هي المعجزة، وما الفرق بينها وبين الامور التي تخالف العقل أو الأمور المعروفة باسم "المستحيلات العقلية" وتعرفنا على الفرق بين النبي والرسول، وتحدثنا حول قضية عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام.

بعد ذلك ينبغي بعد ذلك أن نتطرق للحديث عن صفات هؤلاء الأنبياء.

هناك أمور يجب أن يتصف بها الأنبياء بحيث إن تخلف صفة من هذه الصفات يعتبر قدحا في دعوى ذلك البشر النبوة فلا يمكن إن تخلفت صفة من هذه الصفات أن يكون هذا البشر نبيا.

الصفة الأولى هي الأمانة، ومعناها: أن هؤلاء الأنبياء معصومون من فعل المحرمات فلا يمكن للنبي أن يرتكب الأمور المحرمة، وإذا كان النبي لن يرتكب الأمور المحرمة بمقتضى صفة الأمانة، فإن ذلك يشمل ألا يكون خائنا ومخادعا وما شابه ذلك من الصفات القبيحة، لأن النبي قدوة لنا فكيف يكون هذا القدوة إنسانا يرتكب الجرائم والقبائح!؟ لقد قال الله في القرآن عن الأنبياء:"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" وقال تعالى:"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" فالله لن يأمرنا بأن نتأسى بالرسل وهم أشخاص سيئون، هذا ليس ممكنا في الإسلام.

الصفة الثانية هي الصدق فإن النبي لن يكذب على الله لأن الكذب على الله جريمة، فالله يقول في القرآن: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة" كما أنه سبحانه وتعالى يقول عن سيدنا محمد عليه السلام:"وما ينطق عن الهوى" وبالعقل فما وجب أن يتصف به نبي من الأنبياء فهو صفة واجبة كذلك لكل من يتحقق فيهم شرط وجود هذه الصفة وهو "النبوة"

الصفة الثالثة هي التبليغ، ومعناها أن الأنبياء المرسولون يقومون بإيصال ما أمرهم الله بتبليغه، قال تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما  أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" فالرسل لا يكتمون شيئا من الشرع الذي أمرهم الله بتبليغه لنا.

الصفة الرابعة هي الفطانة، ومعناها أن الأنبياء موصوفون بحدة العقل والذكاء، فلا يمكن أن يكون الأنبياء-سواء كانوا مرسلين أم غير مرسلين- متفصين بالبلاهة أو البلادة أو الغفلة، لأنهم مبعوثون لإقامة الحجة على أمور لا يمكن أن يتصف عقل صاحبها بهذه الصفات المزرية.

بعد أن تعرفنا على الامور التي يجب اتصاف الأنبياء بها فإننا ببداهة العقل سنعلم أن الأمور التي يستحيل أن يتصفوا بها هي الخيانة والكذب وكتمان شيء من الوحي والبلاهة وما شابهها.

وبما أنهم بشر فيجوز في حقهم ما يجوز في حق البشر، فهم يأكلون ويضحكون وينامون ويتزوجون ويصيبهم المرض، والنسيان، لكنهم لا ينسون الوحي لأنه من الأمور المأمور بتبليغها فعصمهم الله من ضياعه.

ربما نجد في بعض المواقف أن الرسول وهو يصلي سها في صلاته، وهذا في الحقيقة ليس من النسيان الممنوع عليهم، لأنه سهو حصل بعد تبليغه للناس أحكام الصلاة، فحصل التبليغ وتحقق ولم يغب شيء من الشرع المأمور هو بتبليغه.

فإرسال الرسل تفضل من الله علينا، فالعقل حين ينظر لقضية النبوة يجدها لطفا من الله ويحمد الله على أن من علينا بهذه الرسائل التي بها انضبطت حياتنا ولولاها لكنا في ضلال مبين.

سنعود بعد ذلك أخي القارئ لنستكمل حديثنا عن صفات الله تعالى، وسنتحدث في المقال التالي عن بعض الأمور التي يجب أن نعرفها عن صفات الله.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow

دكتور/ عبدالله رشدى باحث في شؤون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، والمتحدث الإعلامي السابق باسم وزارة الأوقاف.