هل لدينا نص قرآني على إمامة سيدنا علي!؟

مناقشة هادئة لبعض ما استدل به الشيعة على أحقية سيدنا علي بالإمامة بعد رسول الله بعدية مباشرة.

 0

هل وَرَدَ في القرآنِ نَصٌّ على إمامةِ سيدنا عليٍّ؟

أولا/ الاستدلال بقول الله تعالى: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"

الوارد لدينا في كتب السنة والشيعة أن سيدنا عليا لم يستدل بهذه الآية على إمامته أبدا، ولو كانت دليلا على إمامته لكان أعلم الناس بها، ولقال ذلك للناس مستدلا بهذه الآية، فلما يستدل بها علمنا أنها ليست دليلا في باب الإمامة.

ثم إن الصحابة رضوان الله عليهم لم يستدلوا بهذه الآية على إمامة سيدنا علي رضي الله عنه، فها هو يوم السقيفة ينقضي دون تعرض أحد منهم لهذه الآية، فكيف يطبق كل الصحابة على ترك الاستدلال بهذه الآية وإعطاء الإمامة لمن لا يستحقها وهو أبو بكر -كما تقول الشيعة- وكتمان حق سيدنا علي رضي الله عنه؟

على أن المراد هنا بالصحابة هم الاثنا عشرألفا الذين ذكرهم الشيخ الصدوق في كتاب الخصال بسنده إلى جعفر الصادق يقول: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة، و ألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي، ولا صحاب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير"

لدينا هنا ثمانية آلاف صحابي بالمدينة..لم يتحرك واحد منهم نحو السقيفة ليستدل بهذه الآية على أهل السقيفة!

ثم الولاية لها نوعان: "ولاية النصرة والمحبة" و "ولاية الحكم والتصرف"

واللائق بسياق الآيات هو أن المراد بالولاية هنا هي "ولاية النصرة والمحبة" بدليل الآيات السابقة واللاحقة.

لكننا نريد أن نعرف ما الذي يترتب على جعل "الولاية" الواردة في الآية بمعنى التصرف لا المناصرة؟

إن جعل "الولاية" هنا بمعنى التصرف لا بمعنى المحبة يترتب عليه من الأمور ما يلي:

1/ بطلان إمامة الأئمة بعد علي رضي الله عنه إذ الآية حصر وقصر للإمامة في شخص واحد وهو سيدنا علي.

2/ اتهام القرآن بالركاكة في النظم إذ لا معنى لإقحام ولاية "التصرف" هنا في سياق يتحدث عن ولاية "النصرة والمؤازرة"

3/ لزوم كذب القرآن، إذ الآية تتحدث عن الحال، والإمامة العظمى لسيدنا علي لم تتحقق إلا بعد موت رسول الله بزمن طويل.

4/ إبطال مذهب الشيعة في الإمامة..إذ الآية إن صارت للاستقبال فقد تولى علي الخلافة بعد الثلاثة، لأن الآية لم تضع زمنا، فتحققت الآية دون اشتراط الشيعة ولاية علي بعد رسول الله من غير فاصل زمني.

وهنا لنا سؤال: هل طالب عليٌّ بالخلافة لنفسه؟ هل أيده الصحابة في طلبه إن وجد!؟

الجواب:

إليكم ما ورد في كتاب : "نهج البلاغة"

1- قوله عليه السلام: "والله مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا"

2- قوله عليه السلام: "دَعُونِي وَ اِلْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ لاَ تَقُومُ لَهُ اَلْقُلُوبُ وَ لاَ تَثْبُتُ عَلَيْهِ اَلْعُقُولُ وَ إِنَّ اَلآْفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ وَ اَلْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ، وَ اِعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ اَلْقَائِلِ وَعَتْبِ اَلْعَاتِبِ وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً"

3-قوله عليه السلام: "إِنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ولَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي"

4-قوله عليه السلام في معرض حجاجه لطلحة والزبير: "فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْمَطَافِيلِ عَلَى أَوْلَادِهَا تَقُولُونَ الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا وَ نَازعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا"

5-قوله عليه السلام: "«وَ بَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الإبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُ"

6-قوله عليه السلام لمعاوية: "أما بعد..فإنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فان أبى قاتلوه على اتباع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى"

من هذه النصوص يتبين لنا أن سيدنا عليا رضي الله عنه لم يطلب الإمامة ولم يردها بل حمله الناس على قبولها، كما أن سيدنا عليا يخبر الناس بأنه لو صار وزيرا فإن ذلك خير لهم من كونه أميرا، أضف إلى ذلك أن سيدنا عليا يقرر هنا حقيقة مهمة وهي أن رضى الله يكمن في اختيار من اختارته الأنصار والمهاجرة، وأن من نازع الرجل الذي اختارته الأنصار والمهاجرة فإنه ينبغي أن يراجع الحق، فإن أبى وجبت مقاتلته.

فلو كان عند سيدنا علي أمر من الله ووصية من رسوله بالإمامة أكان يفر مما  أوصاه الله ورسوله به؟

أكان يزعم أن رضا الله يكمن في اختيار المهاجرين والأنصار ويتجاهل أمر الله له بالإمامة؟

لقد سلم علي رضي الله عنه بالخلافة لعثمان ولم يقاتل ولم يشق عصا المسلمين فقال في نهج البلاغة: "والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة، لتماسا لأجر ذلك وفضله"

فهل يسلم سيدنا علي لباطل؟ وهل التسليم للباطل خير عند الله من القيام بوصية الله ورسوله له؟

إذا كان سيدنا علي قد سلم لتسلم أمور المسلمين؟ فمتى يكف إخواننا من الشيعة عن نبش هذه المسائل؟

متى يأخذون بما اخذ به سيدنا علي ويسلمون لكي تسلم أمور المسلمين؟

فتفكروا.

ما هو رد فعلك؟

أعجبنى أعجبنى 9
لم يعجبنى لم يعجبنى 0
أحببته أحببته 5
مضحك مضحك 3
أغضبنى أغضبنى 1
حزين حزين 0
رائع رائع 8