الصفات الخبرية بين تأويل الخلف وإثبات السلف

نلقي الضوء على على هذه القضية التي استغرقت عمرا من الأمة الإسلام

 2

هناك من يُصِرُّ -جاهدا- على بعث خلافيات من مرقدها قد قتلها السابقون بحثا، ثم يعمد لتفرقة الأمة بها تحت راية (الحفاظ على المنهج)

لابأس مادام الباب قد فتح أن نُدْلِيَ بدلونا مع الدِّلاء في هذه القضية 

لله عزوجل صفات ذكره القرآن كالسمع والبصر والقدرة والإرداة، ومنهج أهل السنة في التعامل معها هو إثباتها صفات تليق بذات الله دون تشبيه ولا تعطيل.

كما أضاف الله لنفسه أمورا هي في لغة العرب جوارح وانفعالات وليست صفات، كاليد والنزول والاستواء والفرح والرضا والغضب ونحوها.

فاختلفت مسالك العلماء فيها:

فمنهم من قال إن هذه الألفاظ مجازات عن صفات لله تعالى، فاليد مجاز عن القدرة والنعمة والعطاء والاستواء مجاز عن استتباب الملك وكمال قهره لخلقه، ونحو ذلك.

وهذا المنهج هو منهج التأويل وهو أحد الوجهين للأشاعرة.

كثر من أهل العلم لا يرضون التأويل، بل هم مستمسكون بما عليه السلف.

وهذا يجرنا لحكاية قول السلف في هذه النصوص.

السلف رضوان الله عليهم لم يشبهوا الله بخلقه فلم يحملوا هذه النصوص على الظاهر المعروف لنا، فالظاهر المعروف لنا من اليد هو تلك الجارحة المكونة من لحم وعظ ودم، فأحال السلف على الله مشابهته بخلقه.

كما أن السلف رضوان الله عليهم كذلك لم يتأولوا هذه النصوص بل وقفوا موقف الرافض للتأويل، فقالوا حق النصوص أن لا تؤول ولا تنفى دلالتها على صفات قائمة بذات الله تعالى إلا بنص من المعصوم عليه السلام.

فدلالة اليد عندهم هي صفة قائمة بذات الله، وكذا دلالة الاستواء والساق ونحوها.

ما الذي نريد عرضه اليوم؟

نريد أن نبين من خلال مقطع الفيديو المرفق بالمقال حقيقة علمية لعلها تخفى عن كثيرين، ألا وهي أن للأشاعرة قولا آخر بترك تأويل هذه النصوص، وأن حقها أن تثبت بها صفات لله تعالى على ما يليق بجلاله وجماله.

وقد ذكرنا مرارا قول شارح المقدمات السنوسية عن المذاهب المنقولة في هذه الإضافات فقال: "..المذهب الثالث: حمل تلك المشكلات على إثبات صفات لله تعالى تليق بجلاله وجماله لا يعرف كنهها ، وهذا مذهب شيخ أهل السنة الشيخ أبي الحسن الأشعري"

الذي نريد أن نؤكده في هذه الكلمات هو تهدئة تلك النار التي تستعر بين الفَيْنَةِ والأخرى بسبب هذه القضية.

إنني لا أستطيع أن أرمي بالتشبيه من يثبتُ- مع اعتقادِ التَّنْزيهِ-  اليد والاستواء ونحوها صفاتٍ لله، بل أرى هذا الرَّامِيَ جاهلاً بحقيقة مذهب الأشاعرة ومِنْ قَبْلِهم السلفُ.

والذي نَدِين لله به أن الأكملََ والأصوبَ والأعلمَ هو اختيارُ ما اختاره السلف.

قال الإمام الجويني رحمه الله تعالى المتوقى سنة 478 هـ : "فَحَقٌّ على ذي دين أن يعتقد تنزه الباري عن صفات المُحْدَثين، ولا يخوضَ في تأويل المشكلات، ويَكِلَ معناها للرب تبارك وتعالى"

أرجو أن نتوقف عن أكل بعضنا بعضا ورمي بعضنا بعضا بالتهم جزافا، فتلك الفعال ليس لله فيها نصيب.

ما هو رد فعلك؟

أعجبنى أعجبنى 14
لم يعجبنى لم يعجبنى 2
أحببته أحببته 2
مضحك مضحك 0
أغضبنى أغضبنى 1
حزين حزين 0
رائع رائع 4