عفوا د/ كريمة: الجنة ليست للجميع!

تعليقا على كلام الدكتور أحمد كريمة عن التعددية الدينية ودخول الجنة لغير المسلمين.

سبتمبر 18, 2021 - 01:45
سبتمبر 18, 2021 - 01:58
 0
رسالة إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد كريمة..حَفِظَه الله.
فرق بين: "التعددية" و "الصواب"
التعدديةُ الدينية أقرَّها الإسلامُ منذ الوهلةِ الأولى، فلم يُجبِر رسول الله الناس على الدخول في الإسلام.
وقد حرم الإسلام الاعتداء على الآخر، بل حفظَ لهم دور عبادتهم ومنحهم حق إقامة شعائرهم، وحرم ظُلْمَهم، وعصم أموالَهم ودماءَهم، بل أمر بالبرِّ والإقساطِ إليهم.
فالتعددية مطلوبة للتعايش الدنيوي..لكنَّ هذه التعدديةَ لا تجعلُ الجميعَ صواباً..الصواب شيءٌ واحدٌ..الصوابُ مطلوبٌ للعيش الأُخرَوِيِّ..الصوابُ هو ما حكم اللهُ به في القرآن.
ففي حكمِ اللهِ لن تُفَتَّحَ أبوابُ السَّماء لمن جحد رسالةَ خاتَمِ الأنبياء..ولن يدخلَ الجنةَ من لم يَكُنْ مسلماً..ولن تكون مسلماً حتى تُؤمِنَ بكلِّ الأنبياء من لدن نبي الله آدم إلى نبي الله محمدٍ عليهم السلام.
لقد قال الله في محكم التنزيل: "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وماانزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"
فمن فرق بينهم فليس مسلما بنص هذه الآية الكريمة!
من آمن ببعضهم وترك بعضهم فليس مسلما وليس مؤمنا.
لقد أخبرنا الله عن حكم من أنكر نبوة أحدِ الأنبياء قائلاً:
"إنَّ الذين يكفرون بالله ورسُلِه ويريدون أن يُفرِّقوا بين الله ورُسُلِه ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعضٍ ويُريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً"
أما الأفضلية..فلا يستوي عند الله من آمن بمن كفر..لقد قال الله في القرآن: "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض"
قال الله: "أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون"
قال الله: "أم نجعل المتقين كالفجار"
قال الله: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين"
أما قول الله: "لكم دينكم ولي دين" فإنَّ الله خاطب بهذه الآية كفار قريش، وهذا دليل على أن التعايش والتعددية الدينية شيئان مختلفان عن "الصواب والحق" فالله سمَّى ما عليه أهل قريش بأنَّه دين، لكنه وصف هذا الدين بالكُفرِ فقال في أول السورة: "قل يا أيها الكافرون"
لقد تفرد الإسلام بالسبق في مجال الاعتراف بالتعددية الدينية، فلا مجال لأحد أن يزايد على سماحة الإسلام مع مخالفيه، لكنه لا مجال كذلك لمنح المخالف وصف وصبغة الإيمان بشيء هو لا يؤمن به أصلا ولا يعتنقه ولا يصدقه!
كما أنه لا مجال لأحد أن يحكم بالجنة أو بالنار حكما يخالف أحكام القرآن، إذ بهذا المنهج تذهب أحكام القرآن دون هباء دون جدوى.
كذلك لا مجال أن يفرض أحد على أحد أن يعترف أو يشهد بالإيمان لشخص ينكر هذا الإيمان ويجحده ولا يراه إيمانا من الأساس، إذ هذه قمة الديكتاتورية التي لا مثيل لها نعرفه.
اللهم ثَبِّتْنا على مُرادِك.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow

دكتور/ عبدالله رشدى باحث في شؤون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، والمتحدث الإعلامي السابق باسم وزارة الأوقاف.