تجليات إبراهيم عيسى
حوار هادئ مع أفكار إبراهيم عيسى
لن نتناول هنا موقف الصحفي إبراهيم عيسى من الصحابة، فله غمز فيهم ولمز، ولن نتناول موقفه من السنة النبوية فله منها موقف مستهجن، وإنما نقف عند كلماته تلك التي تصدر بها المشهد وتبرز بها متبينا لفكرتين لنا عليهما تحفظ.
طرح الصحفي المذكور قضية وجود بعض نصوص قرآنية في كتب اللغة العربية التي يدرسهاالمصريون مسلمين وغير مسلمين، فازدرى هذا الفعل ووصفه بأنه شيء غير متصور في ظل وجود الدولة المدنية الحديثة، إذ كيف يدرس الطالب غير المسلم في كتب اللغة العربية نصوصا قرآنية مع أنه لا يوجد في المقابل نصوص إنجيلية أو توراتية يدرسها الطالب المسلم في مواد القراءة واللغة العربية!؟
الحقيقة لو أن الأستاذ إبراهيم تبصر قليلا لما تفوه بمثل هذه الكلمات الغريبات، إذ إن الطالب إنما يدرس هذه النصوص القرآنية في مواد اللغة العربية من جانب لغوي بحت لا من جانب ديني، وما ذلك إلا لأن القرآن الكريم هو أعلى مصدر لغوي في الدقة والفصاحة والبلاغة، فمن أراد إتقان اللغة العربية فلابد أن يترقى ليصل لذروة مصادرها وهو القرآن الكريم.
إننا درسنا في الأزهر شعر الجاهليين المشركين والنصارى وغيرهم..درسناه دراسة لغوية لا دينية، فالطبع نحن في الأزهر طلبة مسلمون ولن ندرس الشعر الجاهلي كمصدر ديني وإنما تتناوله الدراسة كمرجع لغوي.
فهل فكر الأستاذ في كلماته قبل أن يفغر بها فاه!؟
أما القضية الثانية فهي قضية الديانة..يريد الأستاذ أن يلغي خانة الديانة من البطاقة!
ولا أدري ماذا سنفعل حينها في القضايا التي تتعلق بالدين من زواج وطلاق وإنجاب وموت وميراث ودفن وما شابه ذلك!؟
أم يقرأ الأستاذ دستور دولتنا الرشيد الذي ينص على أن الدين جزء من حياتنا وواقعنا!؟
ألم يقرأ في القرآن أن الله يقول: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
فما معنى الحياة إن كنا نحارب لطمس مظاهر الدين في المجتمع!؟
وهل يتجرأ أحدنا على الوقوف بين يدي الله وقد سعى في دنياه لطمس الهوية الدينية بدعوى عدم التمييز!؟
إن عد التمييز يتجلى في أن يحصل المواطن المسلم وغير المسلم على فرص عادلة للعمل والتجارة والتعبد ونحوذلك، لاأن يتم طمس الدين بحجة عدم التمييز!
لقد خلقنا الله ممتازين عن بعضنا بعضا بأشياء عديدة..بلون البشرة وباللسان وبمكان الإقامة وبالدين وبالثقافات وغير ذلك.
هذه الأمور حقائق لا يمكن طمسها، ليس المهم أن ننكر وجودها ‘ إنما المطلوب أن نتعامل معها بما لا يجحد حقوق أحد ولا يزدري أحدا.
في الحقيقة استمعت إلى رد السيد الفاضل وزير العدل على الأستاذ إبراهيم فشنف رده مسامعي، وجزاه الله على ما قاله خيرا.
حفظ الله مصر قلب الإسلام وداره..وأدام علينا نعمة الاعتزاز بدينه الحنيف.
ما هو رد فعلك؟






