الإسلام للمبتدئين| الجزء الأول | 9- من خلق الله؟

إذا سَلَّمْنا بوجود الخالق الذي أوجدنا..فهل لهذا الخالقِ من خالق؟ أيمكننا أن نقول إن العقل عند البحث سيصل لوجود صانع صنع هذا الإله أم أن سلسلة الصانعين ستقف عنده فيكون هو الصانع الأعلى الذي لا صانع له؟

الحقيقة نحن أمام فرضين..إما أن الإله موجود أو أنه غير موجود.

إذا قلنا إنه غير موجود فقد سبق بنا الحديث وتوصلنا معا إلى أن العقل حين النظر الهادئ سيصل إلى حتمية وجود الصانع، لأنه يستحيل أن يكون كل شيء في الكون محتاجا إلى سبب بينما المادة الكونية ذاتها لا تحتاج إلى سبب أو صانع..قلنا إن هذه الفكرة مناقضة للواقع المشاهد.

إذن نختار أن الإله موجود..هنا نحن أمام فرضين..إما أن يكون مصنوعا وإما أن يكون غير مصنوع.

سنختار البحث في الفرض الأول وهو أن الإله مصنوع.

سنجد أنفسنا أمام اختيارين لا ثالث لهما.

إما أن يكون قد خلق نفسَه أو خَلَقَه غيرُه.

لا يصلح أن يكون الإله قد خلق نفسه لأن ذلك يعني تَقَدُّمَ الشيء في الوجود على نفسه..أي أن الإله كان موجودا قبل أن يخلق نفسه، وهذا عبث كما نرى.

يبقى أمامنا الفرض الآخر وهو أن يكون قد خلقَه غيرُه.

هذا الفرض غير ممكنِ الوقوعِ لأنه يعني أن الإلهَ قد خلقَه إلهٌ آخر، وهذا الآخر قد خلقه ثالث، وهذا الثالث قد خلقه رابع..وهكذا إلى ما لا نهاية.

تقود هذه الفكرة إلى التسلسل في الصانعين الذي لا ينتهي، والتسلسل في الصانعين يستحيل معه وجود شيء أصلا..وقد وضحنا هذه القضية سابقا.

بعد تفنيد هذه الفرضيات كلها لا يبقى لنا إلا فرضية واحدة وهي أن الإله صانع غير مصنوع وأنه هو الموجِد لهذا الكون بقدرته وإرادته وَفْقَ عِلْمه تعالى الأزليِّ.