الإسلام للمبتدئين | الجزء الأول |١٠- صفة القدرة الواجبة لله

هل يمكن أن يخلق الله صخرة كبيرة بحيث يكون عاجزا عن تحريكها!؟

سبتمبر 19, 2021 - 23:28
ديسمبر 9, 2021 - 16:16
 0

من الصفات الواجبة لله تعالى صفة القدرة، وصفة القدرة نعني بها أن الكون كله إنما هو داخل تحت مقدور الله فهو بذلك من خلق الله، فلا أحد في الكون يستطيع إيجاد شيء أو إعدامه إلا الله سبحانه وتعالى.

قبل أن نلج إلى تعريف صفة القدرة لابد أن نتذكر أن المعرفات ثلاثة أشياء: "التعريف بالحد، التعريف بالرسم، التعريف باللفظ المرادف"

نحن هنا حين نتحدث عن تعريفنا لأي شيء يتعلق بصفات الله فإننا نتحدث عن  "التعريف بالرسم" ونعني به أننا نعرف الصفة بآثارها وليس من خلال حقيقتها.

وذلك لأن حقيقة صفات الله إنما هي مثل حقيقة ذات الله، هي أمور لم نرها ولازالت غيبية بالنسبة لنا، فلذلك يقول العلماء: إن أي تعريف لصفات الله إنما يكون من باب الرسول لا من باب الحدود.

الآن نتعرف على تعريف صفة القدرة فنقول:

القدرة صفة وجودية قائمة بذات الله تعالى يتأتى بها إيجاد الأشياء وإعدامها.

ولأننا نتحدث عن صفات الإله فكما تعودنا لابد أن نتعرف على الدليل الذي نستند في إثبات هذه الصفة إليه.

لدينا نوعان من الأدلة: أدلة عقلية وأدلة نقلية.

الادلة النقلية هي تلك النصوص الدينية التي نقلت إلينا عن طريق سلسلة متصلة من النقلة، فالقرآن الكريم والأحاديث هما المصدر الادلة النقلية عندنا نحن المسلمين.

الأدلة العقلية هي تلك الأدلة التي إذا تجرد العقل ونظر فيها فإنه حتما سيهتدي إلى نتيجة محددة، هذه النتيجة هي تلك الغاية التي تقود إليها هذه الادلة.

فمثلا حين نقول: إن العقل يقطع بأن الأب متقدم في الوجود على ابنه، وحين نقول مثلا إن كل موجود لا بد له من موجد..هذه هي الاستدلالات العقلية.

نعود الآن لصفة القدرة فنقول:

الدليل النقلي على اتصاف الله بالقدرة ما ورد في القرآن من آيات تتحدث عن عظيم قدرة الله وإبداعه في كونه كقوله تعالى: "وكان الله على كل شيء مقتدرا" وكقوله تعالى: "بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" 

فالبديع هو الي يوجد الأشياء على غير مثال سابق، هو من ابتدع النماذج الاولى للمخلوقات، ولاشك أن هذا البديع يستحيل أن يكون عاجزا.

أما الدليل العقلي فإن العلماء يقولون: إن الله تعالى إن لم يكن متصفا بالقدرة لكان متصفا بضدها وهو العجز، والعاجز لا يمكن أن يكون خالقا، لأن الخلق يتوقف على القدرة التي يتحلى بها الخالق والعاجز مسلوب القدرة فبالتالي لا يمكنه أن يصنع شيئا، لكننا لما شاهدنا هذا الكون وتأكد لنا وجوده، فإن هذا دليل على وقوف قدرة عظيمة وراء هذا الكون صنعت هذه القدرة الكون وضبطت قوانينه الصارمة البيلوجية والكيميائية والفيزيائية.

نحن هنا أمام نتيجة عقلية وهي أن الإله صانع الكون لا يمكن أن يكون عاجزا.

وهنا نتجه لسؤال يطرحه بعضهم قائلا: هل يمكن أن يخلق الله صخرة كبيرة جدا بحيث يعجز الله عن تحريكها!؟

أخي السائل: 

معنى سؤالك الحقيقي هو أنك تقول هل يجوز أن يحول الله نفسه إلى إله عاجز!؟

وأعتقد أن الجواب هنا يسير، فقد قررنا أن الإله منزه عن العجز بالتالي فكل ما يمكن أن يقول إلى ذلك فهو محال على الله تعالى.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow

دكتور/ عبدالله رشدى باحث في شؤون الأديان والمذاهب بالأزهر الشريف، والمتحدث الإعلامي السابق باسم وزارة الأوقاف.