عفوا ..الولاية ليست حقك
محاولة لفك الاشتباك بين الولاية والحضانة
محاولة لفك الاشتباك في المفاهيم المتعلق بقضيتي الولاية والحضانة
الأصل المقرر شرعا أن الأب ولي أبنائه ذكورا وإناثا، وهذا الأصل قد عبر عنه الإمام ابن المنذر حين قال: " وأجمعوا على أن الأب يقوم في مال ولده الطفل وفي مصالحه إن كان ثقة أميناً وليس للحاكم منعه من ذلك"
كما أن الأصل المقرر شرعا أن الحضانة للأم عند الطلاق إلا إن قام مانع فإنها تنتقل بين الأمهات النساء على تفصيل مذكور في كتب الفقه.
إلا أن الفقهاء قد نصوا على أن هذه الحضانة ليست دائمة أبدية بل تنتهي بسن معينة، فإنها تنتهي للبنات بسن يبلغن فيه مبلغ النساء -وهو بلوغ الحيض أو ظهور أماراتِ الأنوثة- كما هو مذهب الحنفية والحنابلة، أو تبقى هذه الحضانةُ للأمِّ حتى تتزوج البنتُ كما هو مذهب المالكية، أو يتم تخيير البنت بين والديها عند بلوغها سن التمييز، فأيهما اختاراته ذهبت إليه.
أما الذكور فإن الحضانة تنتهي ببلوغ سن التمييز ثم يخير بعد ذلك بين أبويه فيختار من يقيم عنده منهما حتى يبلغ الحلم ثم له أن يترك من كان عنده ليختار أين يقيم بعد ذلك إن كان قادرا على إدارة شؤون نفسه، وهذا مذهب الحنابلة والشافعية.
وقد اتفق الفقهاء على أن حق الأم في الحضانة لا يسلب الرجل حقه في الولاية، والولاية هي قيام الأب على تعليم ولده وتأديبه وحفظه وتزويجه وتسميته.
كما أن هذه الحضانة في الفقه لا تمنع الأب من رؤية ولده متى شاء.
كما أن الولد ليس وسيلة للمقايضة بين الزوجين عند الاختلاف بينهما، كما يحدث للأسف كثيرا اليوم.
إلا أنه لوحظ أن بعض الأزواج ممن لا يتقون الله لا ينفقون على أولادهم بعد الطلاق مع قدرتهم على ذلك ومع أن الله أمرهم بذلك فيتنصلون من واجبهم الذي ألزمهم الشرع الشريف به.
كما لوحظ أن بعض الزوجات ممن يخضن تجربة الطلاق لسبب أو لآخر فإنهن يتعسفن ويستغللن القانون للتفلت من حق الآباء في رؤية الأولاد، فيستعملن الأولاد ورقة ضغط على الرجل..إن لم هو يفعل ما تريد فإنها تحرمه رؤية ولده ولو سمحت له بهذه الرؤية فإنها تكون دقائق معدودة في حديقة أو ما شابه ذلك.
وهنا السؤال:
متى تنبني علاقة حب بين هذا الأب وأولاده وهو لا يراهم إلا ساعتين في الأسبوع؟
متى يشعر الطفل بأمان أبيه والأب لا يقدر على اصطحاب ولده للبيت معه بل لا يقدر على الخروج معه بحرية ولايملك سلطانا على تعليمه ولا تأديبه ولا تربيته ولا يملك شيئا ألبتة إلا أنه مجرد أب على الورق؟
متى تنبني علاقة محبة وأوشاج مودة بين الولد وأعمامه وعماته الذين لا يمتكلون حق رؤيته ولو كلموه في الهاتف فلربما تعنتت الحاضنة ومنعت هذا الاتصال لتقتص لنفسها من أحمائها ولتذيقهم الويل نكاية فيهم وتنكيلا؟
نرجو أن ينتبه المشرع لكل ذلك وأن يأخذه بعين الرعاية فإن التدمير الأسري الذي نراه حاصلا اليوم لابد من قوانين ترممه وتصلحه، وإلا فإننا سنستمر هكذا في الضياع إلى ما شاء الله.
إن حق الولاية إنما هو للأب، وأي محاولات لزعزعة هذا الحق فإنها كاسدة خاسرة.
لقد لاحظنا نساء يُرِدْنَ أن يكتب الطفل باسم أمه بدلا من اسم أبيه، ولا أدري مثل من تطالب بذلك هل نشأت في بيت فيه رجل له كلمة وهيبة أم أنها نشأت فوجدت أباها مغلوبا على أمره فأرادت أن تكمل مسلسل الهوان وأن تكتب حلقة أخرى من حلقاته بأن تجعل الأبناء يحملون اسم أمهم بدلا من اسم أبيهم ولقبه!
إن الشرع أوجب على الرجل نفقة الزوجة ونفقة الحاضنة ونفقة الصغير ونفقة المسكن ونفقة الملبس ونفقة العلاج والمهر مقدما ومؤخرا والشبكة التي هي جزؤ من المهر والإتيان بمسكن الزوجية، وكل ما شابه ذلك من حقوق مالية، ثم تأتي ناشز لترفع عَقِيرتَها قائلة: أريد حق الولاية وأريد تسمية الأولاد على اسمي والشرع ظلمني وعامَلَني بتحيز لأنني امرأة!
فأين حمرة الخجل عند أمثال هؤلاء؟
ما هو رد فعلك؟






